بسم الله إبتديت قولى السمح والزين والقول ماهو داير البكتب ويقرى بسم المواسم كلها لبناً تفيض به الضروع بسم الذين تغربوا سبحوا على موج الدموع العائدين من البعيد والليل تزحمه الشموع الطيبين الزارعين لك المودة فى الضلوع ,,,

الاثنين، 30 مارس 2009

لحظة الكتابة

لحظة الكتابة

لعل أصعب سؤال توجهه لكاتب ما هو أن تطلب منه أن يصف لك لحظة الكتابة ؟؟ سينفعل ، يتلعثم ، س,سوتتبين لك ستخونه لغته ، ولن يجد ما هو كافي من الألفاظ ليصف لك هذه الحال الهستيرية.
إن لحظة الكتابة من أصعب اللحظات...وأصعب اللحظات هي تكون فيها قريحة العقل حبلى بالفكرة لتلليها لحظة المخاض اللحظة التى تولد فيها الكلمات من رحم قريحة الكاتب أنها تلد عالما بكامل تفاصيله ، عالم مجهول بكل تداعياته ،وتجلياته ،وملامحه بانسيابه ، بشفافيته وغرابته....

لذلك تجد الكاتب منعزلا مهموما كلما راوده حس الكتابة وكلما زاره شيطانها في أوقات لا يختارها هو،هي تلبسه كل المتناقضات فتراه مشتتا ، ثائرا ، غاضبا ، مشتتا ، خائفا ... باحثا عمن يدثره ، بداخله شيء يتحداه يمزقه ويحاول هو التصدي له تفلت حواسه من قبضته وتختلط عنده الأزمنة وتطرده كل الأمكنة ، يراودها عن نفسها فتستعص ، يعقد معها العهود فتخونها.
الكتابة ضرب من المستحيل ، نهر يتجدد باستمرار ، بل هي أروع مزيج بين قدرة العقل وسلطة اللغة وسحر الخيال وقدسية الخلق.
هي تعري العاشق وتكشف أسراره ..وتحرر المجنون من قيود الجنون وتكلم الصامت وتحرك الساكن...وحدها قادرة على سبر أغوار النفس وتشكيل ماصعب تشكيله.
هي تحكي تاريخ الإنسان ، تحكي خيباته ، آماله وآلامه وتختبر في المقابل مدى قدرة صبره على زئبقيتها ومرونتها ومدى بلوغه لنشوتها .
فمتى ما كانت الكتابة صعبة المنال ، كانت أجمل وأرقى متى ما كانت متعبة كانت مرغوبة وبقدرما استعصت جذبت من حولها متى تكبرت وترفعت استقطبت عددا كبيرا يحاولون إرضاءها. كلما حملت الكتابة هذه المواصفات وتحلت بها جذبت عددا من القراء المميزين فالقارئ يكون حسب مستوى الكتابة وليس كل قارئ قادر على القراءة ، فهناك كتابات ترفض بعض القراء وتستصغر حجم ثقافتهم وتحيلهم إلى كتابات أخرى بحجمهم ....الكتابة الجيدة تستقطب أجود القراء المؤولين للحرف الفاكين لرموزها المراودين لها بشتى الطرق هي تستلذ بذلك قدرتهم لكنها تستعص وتتدلل عليهم،لتبقى عذراء قادرة على الاستقطاب من جديد لينظر قراء آخرون في تطورها اللاحق.
في الأخير تؤكد لحظات الكتابة على إنتاجية الكتابة والقراءة معا وقدرتهما على التناسل والتوالد من الداخل...حفيظة الكاتب
الى اللقاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق